14‏/6‏/2012

لجنة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بإقليم الحسيمة لدعم المعتقلين السياسيين تحتفي بالمعتقلين المفرج عنهم مؤخرا في أجواء احتفالية و استنكارية



تــقــريــر

كانت محطة حقوقية بامتياز توزعت أشواطها بين لحظات للفرح والحزن، لحظات الفرح بمعانقة الحرية من طرف ثلة من الشباب في مقتبل العمر حصدتهم آلة القمع وهم يعبرون عن احتجاجهم السلمي ضمن فعاليات حركة 20 فبراير، ولحظات للحزن العميق خيم على الحضور وهم يصغون للبوح التلقائي الصادق لهؤلاء الشباب وهم يروون ما قاسوه أثناء الإعتقال وإبان الحراسة النظرية وفي أقبية السجن المحلي فاجأتهم بعد أن كانوا يعتقدون أن أساليب البطش قد توقفت !!!...
 
 وقبل ذلك افتتح اللقاء بكلمة مطولة لمنسق اللجنة رحب فيها بالمفرج عنهم : مهدي عبد الإله، رضوان الحموتي ومحمد الدهري، فيما اعتذر آخرون لوجودهم خارج الحسيمة، كما رحب بوسائل الإعلام الإلكترونية وحيا بشكل خاص مراسل هيئة إعلامية فرنسية مرموقة أبى إلا أن يحضر هذا اللقاء / المشهد الحقوقي، دون أن يغفل تحية رئيس جمعية العمال المهاجرين بهولندا، هذا فضلا عن حضور فعاليات حقوقية ونسائية ومحامي الدفاع الذين آزروا الضحايا بكل شجاعة وتفان في خدمة رسالة حقوق الإنسان وفضح كل بواطن وظواهر الخروقات التي شابت ملف الإعتقال التعسفي لهؤلاء الشباب وهو ما كشفته تدخلات المحامون الذين تعاقبوا على الكلمة : أزرياح عبد المجيد، أضبيب عبد النور وعلي جابة الذين عبروا بوضوح على كون المحاكمات التي نصبت لهؤلاء الشباب كانت سياسية وعرفت عدة خروقات مسطرية ولا سيما خرق المادة 66 من قانون المسطرة الجنائية التي حرمت مجموعة من المعتقلين من حقهم في الإستعانة بالمحامي أثناء الحراسة النظرية وفق المسطرة القانونية المنصوص عليها في ذات الفصل ...
 
 كان مشهدا حقوقيا بامتياز عرف لحظات صمت مريب أثناء كلمات المفرج عنهم حيث كشفوا فيها عن ممارسات قمعية و لا أخلاقية لا تختلف في شيء عما كان يمارس في أقبية النظام خلال سنوات الجمر والرصاص من عذابات ومن تجريح لكرامة المعتقلين وتعنيفهم والمس بهويتهم ... كلمات قاطعتها شعارات مؤثرة تطالب بمحاكمة الجلادين وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين الذين لا زالوا يقبعون وراء القضبان : بالنضال والصمود ... المعتقل سيعود .../ من أجلنا اعتقلوا من أجلهم نناضل ...
 
 تواصل الحفل التكريمي لمدة ناهزت الثلاث ساعات أصغى فيه الحضور بكل شغف إلى فصول المشهد الحقوقي ولم يصب بأي ملل جراء لحظات الصدق التي خيمت عليه وظل الحضور صامدا وهاتفا بشعارات نضالية وحماسية كلها إصرار على المضي في مسيرة المواجهة مهما كانت تكلفتها قاسية ومكلفة غير أنها ستكون أحد الأسباب الأساسية لكشف وفضح الطبيعة القمعية للآلة المخزنية التي تعرضت لإدانة قوية وطنيا وفي المحافل الدولية ومرشحة لأن تكون عاملا لتعميق عزلتها السياسية وتفجير أزماتها المتنوعة ...
 
 اختتم اللقاء و الحضور كلهم أمل على تحطيم السياسة القمعية المنتهجة والمتواصلة بكل شراسة، كان آخر ضحاياها استهداف المناضل الحقوقي شاكر اليحياوي الذي تعرض لتعذيب بشع ولتلفيق دنيء لتهم واهية لن تغطي أبدا عن الجريمة النكراء التي قذفت به إلى غياهب السجن ظلما وعدوانا على حقوق الإنسان وحرية التعبير والحق في التظاهر السلمي ...
 
 ولم يفت اللقاء من التعبير عن استهجان خطاب السلطة وتخبطه بين منع تثبيت لافتة اللجنة بإمزورن والسماح بها بالحسيمة ( لافتة الإعلان عن النشاط بدعوى وجود عبارة دعم المعتقلين السياسيين )، وطالب مجموعة من المحامون بضرورة الالتجاء لكل الأساليب القانونية لإسقاط هذا التطاول على حرية التعبير باستعمال تأويلات واهية من صنع رجال سلطة يحنون إلى عهود القمع والتصفيات السياسية التي كانت تتم في جنح أقبية النظام المظلمة . 
 
 وعلى وقع الإصرار على دعم المعتقلين السياسيين والوقوف بجانبهم سواء على مستوى مطالبهم المشروعة التي تخولها لهم المواثيق الدولية لحقوق الإنسان أو على صعيد الضغط بكل الوسائل من أجل إطلاق سراحهم الفوري واللامشروط، انفض اللقاء في أجواء حماسية ونضالية تؤشر على أن فصولا من الصراع الضاري على واجهة حقوق الإنسان ستعرف تصاعدا ينذر بفشل مدوي للسياسة القمعية . 
 
 الحسيمة في : 14 يونيو 2012
 مقرر اللقاء

صور عن اليوم الإحتفائي المنظم لفائدة المعتقلين
السياسيين المفرج عنهم



 من معتقلي 11 مارس المفرج عنهم



جانب من حفل استقبال المعتقلين المفرج عنهم
و المحتفى بهم بمقر فرع الحسيمة للجمعية المغربية