26‏/11‏/2012

كلمة المكتب المركزي للـ AMDH ( مكتوبة، صوت و صورة ) في الذكرى 21 لتأسيس ANDCM و الذكرى الأولى لاستشهاد الرفيق كمال الحساني بآيث بوعياش



كـلـمـة الـمـكـتـب الـمـركـزي

أود في البداية، وباسم كل عضوات وأعضاء المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أن أشكر رفاقنا ورفيقاتنا في المكتب التنفيذي للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين والمعطلات بالمغرب على دعوتهم لنا لحضور هذا العرس النضالي الرائع، وأحيي كل الهيآت الديمقراطية والتقدمية الحاضرة معكم وأحيي رفاقكم ورفيقاتكم في الجمعية الوطنية الذي تكبدوا عناء السفر للمشاركة في هذا الشكل النضالي، وأهنئ الرفاق في المكتب التنفيذي على صمودهم وإفلاتهم من محاكمة صورية وشيكة بعد اعتقالهم ليوم أمس، وباسم رفاقي ورفيقاتي بالجمعية المغربية لحقوق الإنسان، نعلن تضامننا المطلق مع عائلة شهيدنا كمال الحساني ومع رفاق ورفيقات دربه، ومع كل عائلات شهداء حركة 20 فبراير في مطالبهم الحقوقية المشروعة وفي محنتهم مع دولة لا زالت تنتهك الحقوق وتتنكر العدالة .

إن رفاقي ورفيقاتي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان وهم يشاركونكم هذا العرس النضالي يؤكدون على : 

• وقوفهم إجلالا لروح الشهيد كمال ولأرواح كل شهداء وشهيدات الشعب المغربي الذين سطروا بدمائهم ملحمة نضالية للشعب المغربي ساهمت في رفع هامته وتنامي وعيه بكرامته وتشبثه بحقوقه واستعداده للنضال والتضحية من أجلها .

• المطالبة بكشف الحقيقة في قضية اغتيال الرفيق الشهيد كمال، وكل الشهداء وخصوصا شهداء الحسيمة ووضع حد للإفلات من العقاب للمتورطين - المخططين منهم والمنفذين -  في جريمة انتهاك حقهم المقدس في الحياة .
 
• التعبير عن دعمنا لعائلة الشهيد في نضالها المستمر كما جاء في كلمة أخ الشهيد من أجل مطالبها العادلة والمشروعة في إعمال مبادئ العدالة والإنصاف .
 
• مواصلة الجمعية للنضال من أجل المطالب والأهداف التي أعطى الشهيد وباقي الشهداء حياتهم من أجلها وهي الحرية والكرامة والمساواة والعدالة الاجتماعية والقضاء على الظلم والقهر وأيضا تأكيدنا على الاستمرار في فضح وإدانة كل من دعم الاستبداد والفساد وواجه احتجاجات الجمعية الوطنية في حقها في الشغل والتنظيم، وحركة 20 فبراير وكل الحركات الاحتجاجية على ربوع الوطن من طنجة إلى زاكورة، طاطا، خنيفرة، شليحات، سيدي إفني وغيرها من القرى والمدن المغربية، بأساليب عدة ضدا على مطالب الشعب وفي محاولة لاغتيال آماله في التغيير وبناء الديمقراطية وتشييد دولة الحق والقانون وتحقيق العيش الكريم .

رفاقي رفيقاتي، ونحن نشارككم الذكرى 21 لتاسيس الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين والذكرى الأولى لاستشهاد كمال الحساني، نعلن تضامننا مع مئات المعتقلين والمتابعين من بين مناضلي ومناضلات حركة 20 فبراير، مناضلي ومناضلي الحركات الاحتجاجية في مختلف المدن والقرى وعلى رأسهم معتقلي أيت بوعياش وإمزورن، ونؤكد مطالبتنا بإطلاق سراحهم فورا وتوقيف المتابعات ضدهم، مستنكرين الهجمة الانتقامية الشرسة للدولة ضد الحركة ونشطائها التي تستهدف القضاء النهائي عليها واجتثاثها وإعطاء العبرة بذلك لمن لا زال يحلم بوطن يتسع للجميع وتحترم فيه الحقوق وتصان فيه الكرامة وتسود فيه الحرية ويتساوى فيه المواطنون والمواطنات أمام القانون وتعلو العدالة فوق الجميع .

إنها حملة قمعية تصعيدية شرسة هذه التي تواجهها الحركات الاحتجاجية في مختلف بقاع المغرب، إنها جرائم يعاقب عليها القانون تلك التي ترتكبها القوات العمومية ضد مسيرات المعطلين في كل المدن والقرى وضد المواطنين العزل، إنه الإفلات التام من العقاب الذي تكرسه الدولة وتشجع بذلك أجهزتها في التمادي في جرائمها وانتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان، إنها سياسة قمعية ممنهجة تلك التي مورست في أيت بوعياش وبوكدارن وإمزورن ومدن وقرى أخرى .
 
إننا في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ما فتئنا نساند مطالب ونضالات الجمعية الوطنية، لأنها مطالب مشروعة وحقوقية ناضلت من أجلها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان لسنوات، ومنذ البدايات ساندنا ودعمنا نضال حركة المعطلين باعتبارها حركة اجتماعية وكفاحية نتقاسم معها مرجعية المطالب وآليات النضال، وسنستمر ما دامت نفس المطالب مرفوعة ومادام النظام لا يستجيب لها .
 
رفاقي ورفيقاتي، إن القضاء الذي يدعي المدافعون عن الدستور الممنوح أنه أصبح سلطة مستقلة، لازال آلية بيد الدولة توظفه لتصفية حساباتها مع المطالين والمطالبات بحقوقهم ولاستصدار أحكام جائرة للانتقام من المناضلين والمناضلات ولازالت أحكامه تنفذ على المظلومين والمظلومات ويبقى ذوو النفوذ في إفلات تام من العقاب وفي حصانة من أي محاسبة أو مساءلة وعندما تتم لا تنفذ ضدهم الأحكام وتبقى لا أثر لها، إن هذا القضاء يوجد اليوم أمام امتحان عسير وهو الكشف عن الحقيقة في ملف الشهداء وعلى رأسهم إعادة محاكمة قاتلي الشهيد كمال الحساني، إن أي خطاب حول العدالة وإصلاحها أو الديمقراطية وبنائها أو المساواة وإقرارها، لا معنى له في ظل استمرار هذا الظلم الكبير، شباب في مقتبل العمر سقطوا تحت القمع وسياط السلطة وأتباعها، وشهداء ترفض السلطة الكشف عن الحقيقة حول ظروف وفاتهم، إن مطلب الحقيقة والمساءلة سيبقى مطلبنا إلى جانب العائلات لأنه مطلب حقوقي وإنساني، وشرط أساسي من شروط الإنصاف الذي يعتبر رسالة القضاء في الدول الديمقراطية .

إن قضية الشهداء قضية تعري كل القضايا، فعمق المشكل هو غياب الديمقراطية ومقومات دولة الحق والقانون ومنطلقه هو القمع الشرس من طرف الأجهزة الأمنية للمسيرات السلمية ثم غياب التحقيق المحايد والموضوعي، وأيضا افتقادنا لقضاء مستقل وتكريس الإفلات من العقاب وانتهاك الحق في الانتصاف ورفع المظالم واحتقار للشعب المغربي وضرب لكرامته وتعميق للظلم وهذا تجسيد للاستبداد والفساد الذي نرفضه وسنستمر في النضال ضده على كل الواجهات .

فتحية إجلال لشهدائنا الأبرار وتحية تضامن ودعم لعائلاتهم المناضلة، ولأمهاتهم وأخواتهم في هذا اليوم الذي يصادف اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء ونؤكد مرة أخرى أن العنف السياسي ضد النساء بالمغرب جريمة لا يجب السكوت عنها .
 
فشكرا لكم، وتحية لجماهير شعبنا المناضلة
تحية للمناضلين و للمناضلات في سجون القهر
تحية للشهداء، ولكل الإطارات الصامدة
عن المكتب المركزي

فـيديو كلمة المكتب المركزي التي ألقتها الرفيقة الزهرة قوبيع
عضوة اللجنة الإدارية للجمعية المغربية