23‏/5‏/2011

فرع إمزورن للج.م.ح.إ ينظم لقاءً جماهيريا احتفاءً بمعتقلي أحداث 20 و 21 فبراير المفرج عنهم و يستمع لشهاداتهم الصادمة حول ظروف اعتقالهم و تعذيبهم



مـقـتـطـفـات صـور عـن الـلـقـاء الـجـمـاهـيـري الإحـتـفـائـي بـمـعـتـقـلـي 
أحـداث 20 و 21 فـبـرايـر الـمـفـرج عـنـهـم



- تـقـريـر مـفـصـل عـن الـلـقـاء الـجـمـاهـيري -

كما كان مقررا احتضنت " قاعة 20 فبراير" بالمركب البلدي للتنشيط الثقافي والفني اللقاء الجماهيري المنظم تحت شعار " فلنتعبأ جميعا لفضح جرائم التعذيب ومحاكمة مرتكبيها " احتفاءً بمعتقلي أحداث 20 و21 فبراير المفرج عنهم .


- كـلـمـة رئـيـس الـفـرع نـصـيـر أهـبـاض :

تحية تقدير واعتزاز لعائلات المعتقلين ومناضلي حركة 20 فبراير وكافة القوى الديمقراطية على صمودهم ونضالهم حتى انتزاع قرار الإفراج عن المعتقلين، فهنيئا لمعتقلينا وهنيئا لعائلاتهم وهنيئا لنا جميعا بهذا المكسب النضالي و نرحب بحضوركم معنا في هذا اللقاء، الذي يأتي في خضم وضع يتسم بالتراجعات على مستوى حقوق الإنسان وما القمع والإعتقال والتعذيب وغيره من الممارسات التعسفية التي تعاملت بها أجهزة الدولة مع نضالات حركة 20 فبراير إلا دليلا على ذلك، فمزيدا من الوحدة والتضامن والنضال المشترك من أجل مناهضة كافة أشكال انتهاكات حقوق الإنسان، ومن هذا المنطلق اختير شعار " فلنتعبأ جميعا لفضح جرائم التعذيب ومحاكمة مرتكبيها " للتعبير عن فكرة فحواها أن أولى خطوة لفضح الإنتهاكات هو تكسير جدار الخوف والصمت والرفع من مستوى الوعي بشأنها وتعبئة الرأي العام وكسب التأييد، و أنه لا يمكن السكوت أو القبول أو السماح بارتكاب التعذيب وغيره من ضروب المعاملات اللاإنسانية، كما نجدد التزامنا بالتنديد بمثل هذه الأفعال والسعي إلى إنصاف ضحايا التعذيب، ومطالبتنا بمعاقبة الجناة والحرص على عدم تكرار مثل هذه الممارسات .

* وبعد ذلك طلب من المعتقلين الإلتحاق بالمنصة من أجل إلقاء شهاداتهم حول ظروف اعتقالهم وتعذيبهم، وكانت لحظة معبرة جدا حيث وقف الجميع تقديرا وإجلالا للمناضلين المعتقلين لتصدح بعدها القاعة بشعار " اعتقالات بالمجان من طبيعة النظام هذا لفقلوا تهم محاكمات صورية " وقد كان اللقاء فرصة للمعتقلين لاستعادة كرامتهم الإنسانية ورواية حكاياتهم عن الانتهاكات التي كانوا ضحاياها، وقـد جـاءت الـشـهـادات عـلـى الـشـكـل الـتـالـي :

- شـهـادات الـمـعـتـقـلـيـن الـمـفـرج عـنـهـم -


- مـحـمـد سـعـيـد درازي :

اعتقلت في ظروف استثنائية شبيهة بحالة حظر التجوال في واضحة النهار من حي سكناي بشارع خالي من المارة إلا من شخص يدعى حميد اعتقل بدوره معي يوم 21 فبراير على الساعة 11 صباحا قبل اندلاع الأحداث، وبمجرد اعتقالنا انهالوا علينا بالضرب والركل والسب ليتم إدخالنا إلى سيارة الأمن " سطافيت " بالإكراه وتحت ضربات الهراوات، وبوصولنا لمخفر الشرطة بإمزورن عاينا اعتقالات تعسفية وعشوائية في صفوف المواطنين، شباب اعتقلوا بمجرد نزولهم بمحطة الطاكسيات الموجودة بالقرب من مقر مفوضية الشرطة بامزورن، وقد كانوا ضحية اعتقال عشوائي بمدينة الحسيمة يوم 20 فبراير، فبالرغم من تذكيرهم الشرطة بحادث الإعتقال الأول إلا أن هذه الأخيرة أصرت على اقتيادهم إلى المخفر واعتقالهم لمدة ذاقوا فيها شتى أنواع التعذيب وغيرها من المعاملات الحاطة بكرامة الإنسان ليتم إطلاق سراحهم بعد ذلك .

و تم تهديدنا بالسلاح الأبيض والمسدس حيث قام المدعو " رشيد " بإخراج مسدسه وقال بالحرف " لدي 60 رصاصة 59 سأطلقها عليكم والأخيرة سأنتحر بها يا أولاد......" وكنا في حالة نفسية خطيرة من شدة خوفنا من إقدام المذكور أعلاه على تنفيد تهديده خصوصا أنه كان في حالة هستيريا شديدة .


بعد ذلك ساقونا إلى قبو المخفر وفي القبو عالم آخر كنا نسمع عنه واعتقدنا أن هذا الزمن قد ولى، لكن نؤكد لكم أنه مازال موجودا، هناك في القبو تعرضنا لمختلف أنماط التعذيب وغير ذلك من المعاملة القاسية والمهينة للكرامة الإنسانية ( الضرب المبرح بالعصي والهروات على مختلف أنحاء الجسم، الركل، السب، الإهانة، والمس بحرمة العائلة ) . هناك أجبرونا على خلع ثيابنا وطرحونا أرضا مصطفين ومستلقين على بطوننا، ضربونا، صدموا علينا بأرجلهم، صبوا الماء البارد على ذواتنا، نعتونا بأبشع النعوت تنم عن حقد وكراهية لأبناء المنطقة، " أولاد اسبانيول، الأوباش لا تستحقوا أن تكون أبناء المغرب أولاد .... بسبب شكاياتكم اعتقل زملاؤنا، ووهب لكم الملك الكثير من رخص النقل إنكم لا تستحقون ذلك أولاد..." وكان لهذه الألفاظ الدنيئة الأثر الأكبر في نفوسنا، أدنى حركة منا كانت تساوي مزيدا من الضرب وصب الماء، وكان من بين الرجال الذين أشرفوا على تعذيبنا المسمى " الحمري " ورجال أمن يعملون خارج المدينة .

منعوا عائلاتنا من الزيارة بل حتى من إمدادنا بالمأكل والملبس لنبيت شبع عراة يومين تحت وطاة الجوع والعطش، ومع قرب موعد إحالتنا على قاضي التحقيق سمحوا لنا بأن نشتري ما نصد به رمقنا وقد تطوع أحد رجال الشرطة مشكورا بشراء خبزة ونصف لتر من الحليب لكل واحد منا، وبمجرد شروعنا في الأكل دخل علينا المسمى رشيد وقال للشرطي " ماذا فعلت إنهم لا يستحقون خبزة كاملة رد عليه دعهم لقد اشتروها من مالهم الخاص وقال بل سنمنحهم نصف خبزة لأولاد خيرية أولاد..." .

وفي المحكمة وقبل إحالتنا على قاضي التحقيق أجبرونا على الوقوف لمدة طويلة دون أكل أو شرب مع تعرضنا للكمات وركل ورفس وإهانات مذلة لكرامتنا، وتم إجباري تحت الضغط والتعذيب البدني والنفسي على التوقيع على محاضر جاهزة دون الإطلاع على محتواها، وقد عرضت حالتي الصحية على وكيل الملك وطالبت بمعاينة طبية لحالتي، فأهانني بكلام جارح " زيد ا الكلب " .


- الـشـتـيـوي عـبـد الـحـق :

أقطن ببلدة بوكيدارن يوم 21 فبراير على الساعة 11 صباحا اتجهت إلى مدينة إمزورن للتبضع ولم أكن أعلم باندلاع آية أحداث، فبمجرد نزولي بمحطة الطاكسيات ألقوا القبض علي ضربوني، اقتادوني إلى مخفر الشرطة، تجمعوا علي وقاموا بضربي بشكل مبرح بالعصي والركل بالأقدام مع توجيه لكمات موجعة، أنزلوني إلى قبو المخفر لاستكمال حصة التعذيب التي كانت شديدة حيث أجبروني على خلع ملابسي وبطحوني أرضا مستلقيا على بطني إلى جانب معتقلين آخرين فشرعوا في تعذيبنا بالهروات والأرجل وصبوا علينا الماء البارد، و أدني حركة تصدر منا ولو للإستغاثة يعني مزيد من العذاب .

وخلال مر
حلة التحقيق كان مجرد طلب الذهاب إلى المرحاض يتطلب منا تحمل الضربات والإهانات، كشفت لهم عن حالتي الصحية فكانت لامبالاة الجميع و أمروني بالتوقيع على محضر فطلبت الإطلاع عليه فقام أحدهم بصفعي لدرجة إحساسي بدوار شديد، وتحت الإكراه والضرب اضطررت للتوقيع .

والجدير بالذكر أنهم كانوا ينكرون وجودي عندهم كلما قدمت والدتي للسؤال عني .


- أشـرف الـسـرحـاوي :

اعتقلت يوم 20 فبراير بمدينة الحسيمة بمجرد نزولي من الطاكسي على الساعة 18 مساءا نادوا علي رجال الأمن طلبوا مني بطاقة التعريف التي لسوء الحظ لم تكن معي سألوني عن مقر سكناي قلت لهم أجدير فألقوا القبض علي وقالوا نحن كنا نبحث عنكم سكان أجدير وإمزورن وبني بوعياش أنتم من أحرقتم الحسيمة، واقتادوني إلى السيارة وهم يعتدون علي بالضرب والشتم ومن ثم إلى مخفر الشرطة حيث تعرضنا لشتى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي الذي تم ذكره من طرف المعتقلين السابقين، وأجبرونا على التوقيع على المحاضر تحت التهديد والاكراه البدني .


- إبـراهـيـم الـحـدادي :

اعتقلت يوم 21 فبراير نادوا علي واعتقلوني وجهوا لي ضرابات قاسية على مستوى الرأس حتى أغمي علي وبعد استرجاعي لوعيي اقتادوني إلى القبو وتم إجباري على خلع ملابسي وبطحوني أرضا على مستوى بطني، وتعرضنا للضرب المبرح ولم يقتصر الأمر على ذلك بل قاموا بصب الماء البارد علينا وإهانتنا بألفاظ ساقطة ونابية، وبقي الأمر على هذه الحال لمدة طويلة، لم نأكل أي شيء حتى إحالتنا على قاضي التحقيق وهناك تعرضنا للضرب والإهانة وأجبرونا على توقيع محاضر لا ندري محتواها .


- نـبـيـل الـفـاسـي :

اعتقلت يوم 20 فبراير بمدينة الحسيمة حوالي الساعة 18:30 نادوا علي سألوني عن وجهتي طلبوا مني بطاقة التعريف وبمجرد اطلاعهم على مقر إقامتي بتماسينت غيروا من أسلوب تعاملهم معي حيث أمسكني أحدهم وقال كنا نبحث عنكم فأنتم من قمتم بكل هذا التخريب، ساقوني تحت الضرب والشتم إلى مخفر الشرطة وهناك انهالوا علي بالضرب بالعصي على مختلف أعضاء الجسم إضافة إلى الركل واللكم والرفس وصب الماء البارد بعد، ولم تبق اي شتيمة لم يوجهوها لنا أهانوا شرف عائلاتنا، كانوا يعاملوننا بطرق وحشية تنزع عنهم صفة الآدمية لدرجة أني شاهدت أشخاصا يهددون و يعذبون بصعقات كهربائية، وعند إحالتنا على وكيل الملك طلبت منه إجراء خبرة طبية لحالتي الصحية فأجابني أنها جروح ورضوض قديمة، وقد كان صعودنا ونزولنا لدى قاضي التحقيق يتم مرفوقا بوابل من الضرب واللكم والسب المهين لكرامتنا .

ولما أودعونا السجن لم يتم إمدادنا بأغطية تقينا من البرد، وتلقينا كلاما ساقطا في حقنا من قبل بعض موظفي السجن المحلي بالحسيمة، أما مدير السجن فقد كان يهول من مدة سجني لترويعي، كما حرضني على ضرورة توريط أشخاص قام بذكر أسمائهم وذلك لتخفيف عقوبة السجن عني حسب ادعائه، إلا أنني رفضت مثل هذا الفعل الدنيئ .


- فـيـصـل بـنـمـحـنـد :

أعمل بحار بميناء الحسيمة، يوم 20 فبراير وأثناء عودتي من العمل وكالمعتاد مررت من قرب مقر كوميسارية الحسيمة ولم يتم اعتقالي، إلا أنني تفاجئت بدورية للأمن تلقي القبض علي وينهالون علي بالضرب بالهروات والركل، تم اقتيادي الى مخفر الشرطة بالحسيمة حيث تعرضت لتعذيب شديد بواسطة العصي والهروات وهو ما تسبب لي في جرح غائر على مستوى الرأس، وقد تفنن المدعو " رشيد " بتعذيبنا وإهانتنا، فإذا كان من السهل علي نسيان الألم، فإنني لن أنسى يوما ما قام به المدعو رشيد الذي عذبنا وأهان شرف عائلاتنا وكل أبناء المنطقة، وشاهدت سمير البوعزاوي (الضحية الذي تدعي الرواية الرسمية أنه عثر عليه متفحما بإحدى الوكالات البنكية) بمخفر الشرطة بالحسيمة في حالة خطيرة، كانت الدماء تسيل من فمه وأنفه، كما سلبوا مني هاتفي النقال ومبلغ مالي بقيمة 2150.00 درهم .

وأثناء إحالتنا على وكيل الملك نفيت التهم الموجهة الي وطلبت منه زيارة الطبيب ورد علي بالسب والشتم، وكانوا يرهبونني بإنزال أقصى العقوبات في حقي ويطالبونني بالإعتراف بالمنسوب إلي تحت وطأة الضغط والتعذيب .


- عـبـد الإلـه بـطـابـة :

( قاصر على محياه براءة بادية للعيان ) اعتقلت يوم 21 فبراير وتم اقتيادي إلى مخفر مفوضية الشرطة بإمزورن حيث تجمع حولي 06 من رجال الأمن، انهالو علي بالضرب المبرح دون تمييز بين أعضاء الجسم، وتمت إهانتي بألفاظ نابية مست كرامتي وشرف عائلتي، لمدة تزيد عن 20 دقيقة، وقد سألني أحدهم ذو بشرة سمراء أعرفه كحكم لمباريات كرة القدم، " لماذا كنت ترشق قوات الأمن بالحجارة " أجبته " لا أ مسيو لربيت مادرت والو ") لا سيد الحكم لم أفعل شيئا) ساقوني إلى قبو المخفر أجبروني على نزع ملابسي وألقوني على الأرض مع معتقلين اخرين، فشرعوا في سبنا وضربنا بالهروات والأرجل وصبوا الماء البارد على جسمنا، وكنت أشعر ببرد شديد .

كما عاينت حالة قاصرين عذبوا وكانوا يصرخون ببكاء شديد من شدة الألم والخوف. ( أطلق سراحه دون إحالته على قاضي التحقيق ) .



- كـلـمـة الأسـتـاذ عـبـد الـمـجـيـد أزريـاح :

( محام تطوع لمؤازرة والترافع عن المعتقلين ) نهنئ المعتقلين وعائلاتهم وكل من وقف بجانبهم، كما نشيد بعمل كل المحامين الذي كان عملا متكاملا .

في الحقيقة هذا اللقاء ذكرني بشهادات استماع خلال السنوات الماضية وهو نفس الشيء يتكرر بسماعنا لشهادات عن حجم الإنتهاكات لحقوق الإنسان، مما يعني أن زمن الأنظمة المتخلفة زمن دائري يعيد نفسه، دون امتلاكها لرؤية واضحة تسمح لها أن تخطو خطوات واضحة ومستقيمة نحو المستقبل، فهذه هي طبيعة الأنظمة القمعية البوليسية، فالمغرب رغم تقرير هيئة الإنصاف والمصالحة وصدور توصيات بعدم تكرار ما جرى وتعويضه للضحايا، إلا أن انتهاكات حقوق الإنسان لازالت قائمة، وهذا لا يطرح أي استغراب مادام أن معالجة ملف ضحايا الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان كان مجرد لعبة ذر الرماد في العيون، نظرا لغياب ضمانات عدم تكرار ما جرى أهمها مثلا :

- القطع مع ممارسة التعذيب بكل أشكاله .
- إلغاء الأجهزة القمعية السرية والعلنية .
- إقرار دستور ديمقراطي ينص على آليات لحماية الحقوق .
- التنصيص على سمو المواثيق الدولية على التشريعات الوطنية .
- رفع المغرب لتحفظاته بخصوص اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة .

إن تعامل الدولة مع الإنتفاضة الاجتماعية ل 20 و21 فبراير دليل على استمرار طابعها المخزني القمعي، و دون توفير الضمانات السالفة الذكر لا يمكن لنا الحديث عن دولة الحق والقانون والعهد الجديد .

أما ما حدث يوم 20 فبراير بمدينة الحسيمة فالمسؤولية تقع على عاتق الأجهزة الأمنية لعدم أخذها الإجراءات اللازمة لحماية الممتلكات وأمن وسلامة المتظاهرين، بل وأثناء اندلاع الحريق لم تكلف السلطات نفسها حتى من أن تضع شريط الحظر حول مكان الحادث كما أن الشرطة العلمية لم تسارع للبحث عن شرارة اندلاع الحريق، حتى تفاجئنا في اليوم الموالي حسب الرواية الرسمية بأن خمسة اشخاص وجدت جثثهم متفحمة بإحدى المؤسسات البنكية، وهل كل هذا خطأ أم مخطط ؟ هذا ما نود معرفته ونطالب بفتح تحقيق نزيه ومستقل حول ظروف وملابسات وفاتهم .

ونعتبر أن الرد الحقيقي على الإنتفاضات الإجتماعية لن يكون أبدا أمنيا بل يجب اتخاذ قرارات سياسية في اتجاه الإستجابة لمطالب الحركات الاحتجاجية .



كـلـمـة حـركـة 20 فـبـرايـر :

إن ما وقع يومي 20 و21 فبراير من اعتقالات عشوائية وتعسفية وقمع وتعذيب وإهانة لكرامة الإنسان وغيرها من الأفعال والجرائم، كشف لنا بالملموس زيف شعارات طي صفحة الماضي، العهد الجديد ... ولقد كان الإعلان المحزن عن وفاة خمسة شبان بالمؤسسة البنكية وقع الصدمة في نفوسنا وكنا السابقين الى التشكيك في الرواية الرسمية، وحملنا المسؤولية للأجهزة القمعية وطالبنا بفتح تحقيق نزيه و الكشف عن ملابسات هذه الجريمة، ومعاقبة الجناة .

فبعد إطلاق سراح المعتقلين تأكد على أن روايتنا كانت صحيحة، فالشهداء تعرضوا للتعذيب المفضي إلى الموت وعمل الجناة برميهم داخل المؤسسة البنكية للتخلص منهم ومحو أثار الجريمة، وهناك ثلاث شهادات للمعتقلين المفرج عنه تؤكد مشاهدتهم للشهداء داخل مخافر الشرطة .

إذن فنضالنا مستمر وأولى أولوياتنا، كشف الحقيقة ومحاكمة الجناة وإعمال مبدأ عدم الإفلات من العقاب، والمطالبة بدستور ديمقراطي يضعه مجلس تأسيسي يقطع مع الدساتر الممنوحة .

* وفـي الـخـتـام أكـد رئـيـس الـفـرع أن هذه الجلسات أماطت اللثام عن مدى الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي تعرض لها الضحايا، و أن صفحة الماضي لم تطو بعد ولا وجود لعهد جديد، كما أكد على مطالبة فرع ج.م.ح.ا بإلغاء الأحكام الصادرة في حق المعتقلين، و بفتح تحقيق بشأن ما تعرض له المعتقلين والضحايا من صنوف التعذيب، وحول كل ملابسات العنف الذي واجهت به السلطات الحركات الإحتجاجية ليومي 20 و21 فبراير2011، وطالب كذلك بفتح تحقيق نزيه ومستقل ومحايد حول ظروف و ملابسات وفاة خمس شبان بإحدى المؤسسات البنكية بالحسيمة بعدما ظهرت معطيات أبانت عن وجود درجة كبيرة من الشك حول الرواية الرسمية، وجدد على عزم الجمعية الاستمرار في النضال حتى لا يسمح بالإفلات من العقاب لأولئك الذين دبروا أو أذنوا أو ارتكبوا أو تستروا على أي شكل من أشكال التعذيب، وينبغي ملاحقتهم، وأن يكون العقاب على قدر جسامة الجريمة .
عـن الـمـكـتـب